التخطي إلى المحتوى الرئيسي

يوميات

من يشتري تعب العم بغدادي ؟

اطلعت على مجموعة من القصائد للشاعر محمد الصاوي السيد حسن ، وهي مما نشر مؤخرا في سوق عكاظ المنبثق عن ملتقى الادباء والمبدعين العرب .
ومع انني لست ناقدا الا انني باعتباري متلقيا اجدها متفردة ؛ موضوعا واسلوبا.
ولعل اهم ما اثر في قصيدته بعنوان: سيرة العم بغدادي التي يقول فيها :

يا عم " بغدادى "
يا بائع الرطب الذى
يمشى يلف على الحوارى
من أول البصرة ْ
حتى نهاية شارع الأكراد
ماذا بعت من هذا الرطب ؟
يا بائع الرطب الذى ...
فيطل نحوى فى حياء
يمسح العرق المرير
-لا يشترى منى أحد
رطبي طرى ٌ
فيه الحلاوة
زبدة بيضاء
مثل الشهد فى الأفواه ذابت
ونواته كبنان طفلة
ذق ْ واحدة
وأراه يكبش باليدين
يحط فى القرطاس كبشه
- يا صاحبي خذها هدية
أو إن أردت الدفع
فادفع لى دنانير المودة
إن المودة ها هنا
صارت شحيحة
- هل بعت " للمارينز" منه ؟
فيكركر الرجل العجوز
لما دنوت تهيبوا
قالوا: رصاص ٌ
قلت: عجوة ْ
صاحوا : رصاص ٌ
صوّبوا نحوى
وأطلق قانص منهم علىّ قذيفة
خرقت ضلوعى
نفذت من القلب الذى
من تحت عضات المواجع
صار صوانا
فنهضت
كفكفت الدما
وشكرتهم
ومضيت أمشى فى الحوارى
فى حى " شيعة "
رجم العيال بضاعتي
ألقوا عليها الطين والأوحال
وانفرطت سباطات الرطب
في حى " سنة "
رجم العيال بضاعتي
ألقوا عليها الطين والأوحال
وانفرطت سباطات الرطب
فعجبت كيف توحدوا
ضد الرطب ْ
من يشترى منى التعب ؟
يا عم بغدادى
يا بائع الرطب الذى يمشى
يلف على الحوارى
من أول البصرة
حتى نهاية شارع الأكراد
ماذا بعت من هذا الرطب؟
فأراه يكبش باليدين
ويحط فى القرطاس كبشة
يا صاحبي خذها هدية ْ
أو إن أردت الدفع
فادفع لى دنانير المودة
إن المودة هاهنا
صارت شحيحة


هكذا يدخل الشاعر الى غور جزئيات حياتية بسيطة فيثير فيها الحياة ، ويقدمها بعيدا عن الشكل التقليدي . استفاد من شخصية بائع الرطب او العم بغدادي وحركة سيره عبر شوارع البصرة ،ووظفها بشكل ذكي ليقول ان الطائفية شكل لا وجود له الا حيث يصطنع ويسوق ، اما العم بغدادي ؛ وهو نموذج للغالبية من العراقيين ، فان للتعب لونا اخر غير الذي يقولون ..
*************************************
• احمد عبد الله الحسو/ عضو ملتقى الادباء والمبدعين العرب
• للاطلاع على القصائد الاخرى للشاعر الصاوي ، انظ الرابط التالي:
http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=38434

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر العراقي أمجد محمّد سعيد وأسباب الحملات المبرمجة ضد قصيدة النثر نقلا عن الف ياء/ جريدة الزمان الغراء نشرت بتاريح 09/10 /2012 م ا لشاعر العراقي أمجد محمّد سعيد يتساءل في حديثه لـ الزمان عن أسباب الحملات المبرمجة ضد قصيدة النثر جدوى الشعر توازي غالباً جدوى الحياة حاورهُ ــ عِذاب الركابي ــ أمجد محمّد سعيد.. صعبٌ الحديث عن صناعة وعواصف الإلهام من دون أن تمرَّ بمدن ِ أصابعهِ المضيئة.. وصعبٌ أنْ تبحثَ في كيمياء القصيدة منْ دون أن تقيمَ كرنفالاً لفاكهةِ أصابعهِ وهيَ تثمرُ أحلاماً وأوطاناً وعوالمَ فضاؤها الحرية ُ والدفءُ والعناق.. والأصعبُ من هذا كلّه أن تؤلّف ببليوغرافيا للشعر العراقي من دون أن يكونَ الشاعر الكبير أمجد محمّد سعيد في مقدمةِ الشعراء العشّاق لوطن ٍ يسكنهمُ.. يسرقُ نومَهم ولكنّهم بالحبّ والكلمات والإلهام يجددون أحلامهم المخملية التي لولاها لشاخوا.. وانتهوا منذ ُ زمنٍ بعيد هوَ الشاعرُ والإعلاميّ والدبلوماسي والعاشق ،سؤال الشعر لديه هوَ سؤال الحياة وبجرأةٍ وشفافيةٍ عاليةٍ يُعلنُ بكلّ أنغام حنجرته أنّ الشعرَ حياة وأنّ الحياة شعر ويصعب أن يفصلَ بينه...

مشاهدات رحالة.. كلّهم أفضل من طكيعان

مشاهدات رحالة.. كلّهم أفضل من طكيعان المصدر جريدة الزمان –  DECEMBER 28, 2012 مشاهدات رحالة.. كلّهم أفضل من طكيعان   كوالالمبور.. آيقونة الجمال والتسامح   محمود سعيد تزوجت الأرملة الغنيّة طكـيعان بعد بضع سنوات من وفاة زوجها، لتديّنه وتقواه إذ كان طكـيعان يلازم المسجد وقراءة القرآن ويجلس على بعد أمتار من ضريح مقدس ليبيع ما تيسر من قضايا بسيطة تدرّ عليه قوته، وحين يغادر يسير في الشّوارع ملويّ الرّقبة كي لا تنظر عيناه شططاً إلى ما لا يرضي الله، لكنّه انقلب بعد الزّواج إلى نمر مفترس، وعامل زوجته وأولادها شرّ المعاملة، ولم يرضِ غير نفسه، وكان الطّفل عندما يرى زملاءه يرتدون الجديد الجميل من الملابس يطالب أمه، لكنّها لم يكن في يدها حيلة، وعندئذ يسألها لماذا والدّ فلان يوفّر له ما يحتاج، تقول له  إنّه أفضل من طكـيعان، وعندما تجوع ابنتها، وتريد أن تأكل ولا تجد شيئاً وتسألها عن ثروتها تقول لها إنّها عند ط ـيعان وهو لا يعطيها شيئاً، وعندما تقول لها ما بال أبي صديقتها يشتري كلّ شيء لها، تجيبها إنّه أفضل من طكـيعان، حتى ثار الأطفال عليها وسألوها لماذا ت...

يوميات

هواجس الشاعر كاظم الفضلي قرات هذا المساء ( 29/10/ 2009 م ) عبر موقع ملتقى الادباء والمبدعين قصيدة من الشعر الشعبي العراقي بعنوان :( هواجس) للشاعر المبدع كاظم الفضلي ، وفي الوقت الذي عشت لحظات جميلة مع صورها ورؤاها كنت افكر في قراء الملتقى ممن لا يعرفون مفردات الشعر الشعبي وصعوبة فهمهم لها ، وهذا ما دفعني الى مخاطبة الشاعر المبدع على صفحات الملتقى ذاته، فقلت ما خلاصته ان القصيدة وضعتنا امام صور حية رسمتها حروف الشاعر بمهارة لا تصنع فيها ،وتمنيت لو انه حرك كلمات القصيدة وشرح معانيها، فالشعر الشعبي العراقي كما لا يخفى يتضمن كلمات كثيرة لا يعرفها الا ابناء العراق ، واقترحت على ادارة ملتقى الادباء والمبدعين العرب ان يفكروا بتوفير ما يسهل عرض هذا النوع من قصائد الشعر سواء كان من العراق او من اي قطر اخر مع تسجيل صوتي لها لكي يتاح تذوقها من قبل جمهور اوسع. وفيما يلي نص تعقيب الشاعر كاظم على ما اقترحته : أستاذنا الفاضل أحمد الحسو .. تحياتي . لا أظن يخفي على جنابكم الكريم أن الشعر الشعبي يسمع أكثر مما هو مقروء وذلك لصعوبة تحريك المفردة الشعبية كونها تعطي اكثر من معنى وتدل عل...